.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

عامل قطار يضحي بابنه الوحيد

محولجي يضحي بابنه الوحيد


فوجئ محولجي يقف عند إشارة عند مدخل جسر على ترعة ضخمة بالقطار قادمًا. حاول أن يعطي إشارة للسائق لكي يقف لأن الجسر مفتوح، لكنه إذ أمسك بذراع الإشارة وجدها معطلة.

 لم يكن أمامه إلا أن يجري ليغلق بسرعة الجسر حتى يعبر القطار دون أن يسقط القطار في الترعة ويهلك كل من في القطار، لأنه قادم بسرعة شديدة.

أمسك المحولجي بالعجلة لكي يغلق الجسر بسرعة، وإذا بدأ يحرك العجلة شاهد ابنه الوحيد يلعب على قضيب القطار. لم يكن لديه وقت ليذهب إليه ويحذره.



 كان أمامه أحد اختيارين، إما أن يكمل حركة العجلة لينقذ كل من بالقطار، أو يجري نحو ابنه يحذره من القطار. ولم يكن الوقت يكفي ليقوم بالاثنين معًا.


لم تمر لحظات حتى كان المحولجي يحرك العجلة بكل قوة لينقذ القطار بمن فيه. عبر القطار بسرعة فائقة. لم يفكر المحولجي في التطلع نحو ابنه فإنه حتمًا قد مات تحت عجلات القطار.

عاد المحولجي إلى بيته، ولم يعرف ماذا يقول لزوجته. كان في مرارة لأنه سمح بموت ابنه، لكن في أعماقه تمتزج المرارة بفرح شديد مصدره أنه كان أمينًا في عمله، وأمينًا في حبه لمن هو في عهدته، حتى وإن كانت التكلفة هي حياة ابنه الوحيد.

دخل إلى حجرته وركع أمام الله يسكب نفسه والدموعتجري من عينيه دون أن ينطق بكلمة.كانت صورة ابنه الذي مات أمام عينيه، وصورة راكبي القطار الذين أنقذهم لا تفارق ذهنه، فجأة بينما دموعه تسيل، رأى ابنه لابسًا ثيابًا بيضاء يظهر أمامه وبفرح يعانقه وهو يقول: لقد أحسنت يا أبت،ِ فإن إلهي قد أقامني من الموت بسبب حبك لأخوتك!

أمانة هذا المحولجي جعلته يضحي بابنه لحساب أخوته دون الدخول في جدًالٍ حتى مع نفسه. بالأولى الأب محب كل البشرية يقدم ابنه الوحيد بكل مسرة ليفتدي محبوبيه كل البشرية المؤمنة!


تسبحك يا الله نفسي.
قدمت ابنك الوحيد ذبيحة حب من أجلي.
دفع كل الثمن ليفديني بكل مسرة.
لك المجد أيها العجيب في حبه لي!

.